أنس عشا
تصوير علاء البطاط
واحدة من أعرق المناطق في العاصمة عمان و أهم المراكز التجارية للأردنيين، كانت لسنين طويلة المقصد الأول لجميع العائلات سواء أكان ذلك للتسوق أو حتى لممارسة المشي وتناول بعض 'البوظة أو الذرة'، فيما كانت مدينة الألعاب الشهيرة هناك، المتنفس الترفيهي للجميع وربما الوحيد لسنوات طويلة والأمر ذاته ينطبق على المطاعم المتنوعة التي كانت مناسبة لجميع الطبقات والأذواق، أمور ليست بقديمة ولا يفصلنا عنها إلا عصر المولات الجديدة.
السوق التجاري في منطقة جبل الحسين أوشك على الأنهيار، والأزمة الاقتصادية التي تضرب جميع قطاعات البلاد بدأت بالتسلل إليه، فإن أخذت جولة بشوارعه القديمة سترى محلات عديدة مغلقة، ومن لم يغلق أبوابه، وضع لوحة مكتوباً عليها للبيع أو للإيجار، ومحل آخر خفض أعار البضاعة لنصف السعر دون أن ينعكس ذلك على المبيعات، والمشاة متفرجون يمنون النفس بأن يتمكنوا من الشراء ولكن بكل بساطة وقساوة اللفظ، الأوضاع صعبة.
جائحة كورونا أغلقت الأسواق وزادت الصعوبات وزادت الديون، وعندما رحلت تركت ضوابط صحية تقتل عمليات البيع والشراء، فكيف سيشتري المواطن قطعة ملابس لايمكنه قياسها، والحكومة التي تبدع بفرض الضرائب على جميع القطاعات وتشارك الجميع في أرباحهم، لن تشاركهم بالطبع في الخسارة، وتقف عاجزة عن تقديم أي مساعدة لسوق نصفه بات مغلقاً والنصف الآخر على لوائح الانتظار.
تجولنا في الأسواق واستفسرنا من أصحاب المحلات عن أسباب الأزمة التي تسببت بالعدد الكبير من الإغلاقات من وجهة نظرهم وما هي الحلول العادلة والمنطقية والتي من الممكن أن تعيد الحياة للمنطقة، وكان السبب الأهم حسب حديثهم هو ارتفاع ايجارات المحلات مقارنة بالدخل الناتج عن المبيعات، بالإضافة لانخفاض القدرة الشرائية للمواطن وتفضيله للمصاريف الآساسية على الكماليات وفي مقدمتها التسوق.
نترككم مع الفيديو أعلاه :